31°صنعاء
36°البيضاء
32°عدن
30°المكلا
33°حضرموت
30°تعز
35°المهره
42°مأرب
31° صنعاء
البيضاء36°
عدن32°
المكلا30°
حضرموت33°
تعز30°
المهره35°
مأرب42°
الأحد 13 / أبريل / 2025
154.99ريال سعودي
158.57درهم إماراتي
750.91جنيه إسترليني
675.45يورو
ريال سعودي154.99
درهم إماراتي158.57
جنيه إسترليني750.91
يورو675.45
بقلم:عبدالله الحرملي

بقلم:عبدالله الحرملي

الشهيد اللواء محمد مشلي الحرملي... قائد إستثنائي ومسيرة خالدة في مواجهة المشروع الإيراني

في ذاكرة الأوطان تظل أسماء الرجال الكبار محفورة في وجدان الشعوب، تزداد وهجاً مع الأيام، وتزداد حضوراً كلما حاول الغياب أن يقترب منهم، هكذا هو الشهيد القائد اللواء محمد مشلي الحرملي الذي لم يكن مجرد جنرال عسكري عابر، بل كان مدرسة متكاملة في الوطنية، ورمزاً نادراً في الوفاء والانتماء لهذا الوطن العظيم. لقد كان الشهيد الحرملي أمة في رجل، وصوتاً للحق في زمن الاضطراب، ودرعاً للوطن في مواجهة أعدائه، فحيثما ذُكر العطاء، ذُكر اسمه، وحيثما رويت بطولات الرجال، برزت ملامح نضاله. لقد استطاع الشهيد الحرملي أن يجسد في شخصيته النموذج اليمني الأصيل الذي جمع بين قيم القبيلة اليمنية الأصيلة، وأخلاقيات المؤسسة العسكرية المنظمة، فكان رجل الميدان والقرار، وقائد الحرب والسلام وحلقة وصل بين كل مكونات مجتمعه السياسية والقبلية والاجتماعية وترك بصماته خالدة في كل منعطف من منعطفات معركة الدفاع عن الجمهورية والهوية اليمنية ، فهو أحد أبرز رجال الميدان في معارك الدفاع عن العاصمة صنعاء في معارك عمران وأرحب وأسهم بكل تفاني وإخلاص في تأسيس كتائب مقاومة صنعاء، الذين كانوا في مقدمة صفوف الأبطال في مواجة مشروع الكهنوت والإمامة. كما يُعد الحرملي أحد القادة الأوفياء الذين رابطوا في أسوار مأرب، عاصمة الجمهورية، ووقف سدًا منيعًا في وجه جحافل الحوثي، فكان له حضوره الميداني القوي في معارك الجفينة، وصرواح، والجدعان حتى أصبح ركنًا من أركان الدفاع عن مأرب. وواصل نضاله وكفاحه لقيادة معارك النصر وكان قائد معركة تحرير جبل صلب، وحريب نهم، وشارك في قيادة معركة تحرير الفرضة، ليظل اسمه حاضرًا كلما ذُكر النصر ورفرفت أعلامه. ومن المواقف العظيمة التي لا تُنسى في ذاكرة المعركة، أنه في العام 2020م، وبعد تعيين الشهيد القائد رئيسًا لأركان المنطقة العسكرية السابعة، تغيّرت معادلة المواجهة، وقلب موازين الحرب في وجه مليشيا الحوثي ومن ورائهم إيران فقد كان له الدور الأبرز وهو ورفاقه من القادة -بعد الله- في تثبيت الجبهة، ورص الصفوف، وتوحيد جهود الجيش والمقاومة والقبائل، حتى تحولت الجبهة إلى قلعة صامدة، وسور منيع، وحاجز من نار احترقت فيه كل أطماع المليشيا، وتهاوت أمامه أوهام المشروع الفارسي وتكسرت عليه كل رهانات العدو في محازيم ماس وسهول وتباب مجزر ومدغل ورغوان. ونضيف موقف بطولي أخر لشهيد من عشرات المواقف التي خلدها حين شن العدو هجومًا حاسمًا على مواقع اللواء الأول مشاة في جبهة الجرف - القدة والدخيل- نهار ذلك اليوم الخميس الموافق ٩/٩/٢٠٢١م وفي تلك اللحظات الحرجة أصدر الشهيد توجيهاته لنا بسرعة تعزيز الموقف، فتحركنا فورًا إلى ميدان المواجهة. وعند وصولنا كانت المعركة في أشدها، والشهيد وبجانبه الشيخ خالد الاقرع يقاتلا في الصفوف الأولى ببنادقهم وكان لهم الدور الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في كسر ذلك الهجوم واستعادة المواقع وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وكان يشرف بنفسه على إدارة العمليات، ويتابع الموقف العملياتي لحظة بلحظة، ويوجه التعزيزات، ويراقب سير المعركة في كل تفاصيلها، وفي المقابل لم تشغله ظروف الحرب عن متابعة احتياجات المقاتلين. فكان يتابع طلبات الدعم اللوجستي، ويحرص على توفير الذخائر والعتاد، ويسعى لتلبية احتياجات الجبهة مهما كانت الظروف والتحديات حتى أصبح ذكر اسمه يزرع الرعب في قلوب العدو، ويرفع المعنويات في صفوف الأبطال. وفي الذكرى الرابعة لاستشهاده، لا تزال جبهات القتال تتحدث عن مآثره، ولا تزال انتصارات الوطن تحمل بعضاً من إرثه فالعدو الذي أستطاع ازهاق روحه الطاهر برصاص الغدر، لم يستطع أن يغتال ذكره ولا أن يوقف أثره، بل أعاد ولادته من جديد في ذاكرة وطنية مليئة بوقفاته المشرفة باقية ما بقي النضال والكفاح لن تغيبه الأحداث ولن تمحي آثاره السنون المتعاقبة. فالشهيد القائد العسكري المحنك محمد الحرملي جزء من تاريخ اليمن الحديث الذي شارك في صناعته بنضاله خلال مسيرته النضالية الذي اختتمها بالشهادة في سبيل الله وهو يتمثل قول الشاعر . نجود بالنفس إن ظن البخيل بها... فالجود بالنفس أسمى غاية الجودِ. رحم الله الشهيد الحرملي، وأسكنه الفردوس الأعلى، وجعل ذكراه حافزاً لكل الأحرار في ميادين العزة والبطولة.