في زمن الفتن وصناعة الأعداء، تقف البيضاء ويافع صفاً واحداً، راسختين في جذور الأخوّة، والتاريخ المشترك، والنضال الواحد. تربطهما وشائج الدم، والمصير، والمواقف، من قبل أن يولد العابثون الذين يحاولون اليوم إحداث شرخ في جدار الوحدة بينهما.
الميليشيات الحوثية، وبعد أن شعرت بقرب نهايتها في كثير من الجبهات، لجأت إلى آخر أسلحتها القذرة: بث الفتنة، وزرع الكراهية، وتزييف الوعي، علّها تنجو من زلزال السقوط المحتم. وفي هذا السياق، تسعى جاهدة إلى زرع عداوة مصطنعة بين البيضاء ويافع، ظنًا منها أن إشعال صراع داخلي سيعرقل مشروع التحرير الوطني. لكنها واهمة.
فأبناء البيضاء، المعروفون بالحكمة والرجولة، لا تنطلي عليهم الحيل. لقد فطنوا سريعاً للمخطط، وكانوا في مقدمة من وقف له بالمرصاد، مؤكدين أن العلاقة بين القبيلتين أقوى من أن تهزها إشاعة أو تستفزها مؤامرة.
لقد عبر عقلاء البيضاء ويافع عن موقف واحد: الدم الذي سال في ميادين الشرف لم يكن ضد بعضهم، بل كان ضد عدو مشترك يتربص بالجميع.
إن ما تحاول الميليشيات الحوثية فعله ليس جديداً، فقد مارست هذه التكتيكات مراراً في مناطق أخرى، ساعية إلى تأليب الإخوة ضد بعضهم، لتتمكن من البقاء في فراغات الصراع.
لكنها اليوم أمام قبيلتين تدركان جيداً أن النصر لا يأتي من التناحر، بل من التوحد، وأن التحرير بات قاب قوسين أو أدنى. ولذلك، فإن على كل إعلامي، ومثقف، ومواطن من أبناء البيضاء ويافع، أن يكون درعاً ضد هذه الحملة، وصوتاً عاقلاً يُعلي من منطق الأخوّة، ويُفشل المؤامرة الحوثية قبل أن تُولد. فالنصر لن يُصنع إلا بوحدة الصف، والخذلان لا يأتي إلا من شق الصفوف. وسيندم الحوثي، كما ندم كل من حاول اللعب على وتر الفتنة، وسينكسر مشروعه كما انكسر في غير مكان، لأن من يقف على أرض صلبة من الأخوّة والتاريخ لا تهزه رياح الأكاذيب. ....